قالت لي فيروز بعد أن أزعجني أمرا قليلاً ماما: أكون سعيدة عندما تكونين سعيدة.
تذكرت شعوري وأنا طفلة صغيرة عندما تحزن أمي أو أشعر بأنه يضيق صدرها بأمر ما، كنت أشعر بأن العالم توقف لا وقت يمر لا أستطيع اللعب لا أستطيع الضحك.
كبرت قليلا وكنت أعود من المدرسة أبحث عن أمي، أجدها تنهي وجبة الغداء كنت استمتع وأنا أحكي لها تفاصيل يومي، اضحكها ببعض مشاغباتي في المدرسة تضحك معي فتغمرني طاقة كبيرة أشعر بأن الشمس أشرقت في بيتنا.
حملت معي تلك الذكريات ومع بعض المعرفة والمراقبة للأمهات من حولي، أدركت حجم
تأثير الأم على بيتها أدركت أنها شمس تضئ منزلها هي مصدر طاقته ووقوده.
وعندما أنجبت كنت أحاول تنفيذ ما وعدت به نفسي وهو المحافظة على طاقتي سعيدة ومرحة كما اعتدت وكما أردت لبيتي كنت أصيب أوقات وأخفق أخرى ومع كل إخفاقة كنت أتعلم أكثر وأدرك بشكل أكبر كيف أن طاقتي تدفع ببيتي للأمام لا تلغي المصاعب بالتأكيد ولكن تجعل تجاوزها أسهل.
أدرك جيدا كيف تتعرض الزوجات والأمهات لضغوطات ومشاغل تجعلها تنسى كيف تكون سعيدة ومنطلقة، يزدحم يومها بمهمات المنزل ربما عملها أيضاً، ومتطلبات أولادها.
توقفت أنا أيضًا قليلاً وبحثت مع نفسي ما الذي يجعل كل هذا ممكناً مع بالاً رائقاً ووجدت أسباب كثيرة يمكنها أن تدعمني بالطاقة اللازمة لفعل كل هذا مع بقاء طاقتي إيجابية قدر المستطاع.
وجدت لو تمشيت قليلاً بعد نوم أولادي، أو ربما فنجان قهوة في الشرفة، ولحسن ترتيبي لوقتي عامل كبير وفعال والأهم من كل هذا، أكثر ما ساعدني في هذا هو تقبلي أنني لن أستطيع أن أفعل مهامي كلها في يوم واحد لابد أن أقدم الأولويات في مهمات بيتي.
تقبلي لبيتي مكركب قليلاً ليس مرتبا كما أمل أو طبخ وجبة بسيطه حتى لا اضيع وقتي في المطبخ بشكل كبير.
تقبل بعد النقص وتحديد الأولويات يساعد كثيراً على راحة بال الأم.
لا تنس دائما انتِ شمس هذا البيت وطاقته اعيدي شحنها باستمرار بشحن نفسك مجددا.