بدأت نهاري أحصي كل المهام التي يجب أن أنتهي منها اليوم، وكنت متعبة ومرهقة فبدأت بتكاسل اتخفف من عبء المهام بالانتهاء منها واحدة تلو الأخرى.
وجاءت الفيروزة تسألني اريد ان اكل اي شئ على مزاجك يا امي, قلت لها اي شئ لان عقلي كان مرهق بتتبع مهامي، فرفضت ثم اقترحتُ شيئا آخر فرفضت ايضا ثم بدأت تتذمر وتشعر بالضيق مما اقترحه.
ولكن يبدو انها ايضا كانت متعبة وتشعر بالملل فانفعلنا، ثم ذهبت غاضبة مني لأبيها الذي فوراً ساعدها وبدأو يبدعون سويا في إعداد بعض الأطعمة الخفيفة، وبقيت أنا غاضبة ومنهكة بعض الشئ.
جاءت فيروز لي ويبدو ان تأثير والدها سحريا وقد تبسمت، وهدأت وعادت للعب مرة ثانيه فذهبت لأضمها قليلاً فقد شعرتُ أن لا ذنب لها إن كنتُ متعبة او مهامي اليومية كثيرة، وباغتتني امي انا اسفة!
جلست بجانبها واعتذرت منها وبررت لها انفعالي وتعبي، وبدأت اعدد لها المهام حتى وصلت ل المهمة الثامنة فقاطعتني : امي هيا سأخفف عنك بعضها حتى يروق بالك وتعود ابتسامتك واريحك قليلا .
ما المهمة التي تعتقدين انها تناسبني لنرى، أكنس صالة المنزل وارتب الطاولة هل ذلك يهون عليك؟.
تبسمت وشعرت بكم فخر رهيب!
شكرتها جدا في الحقيقة ابهرتني، ابهرني احساسها بي وشعورها بتعبي وتقديرها لهمومي، بل وكيف وضعت حلاً لانه الهدف ان نكون سعداء كما اعتادت.
اعتدت أنا ووالدها ان نربط قيمة الأشياء لها بما يسعدنا ويسعدها، نشتري شيئا ونؤكد أن سببه الأساسي إسعادها، نسألها قبل أن نقرر قرار ما هل هذا سيسعدك؟ أم لا. ثم نثق في قرارها.
عندما نبذل جهدا تعلم يقينا انه هذا الجهد ما بذل إلا إذا كانت نتيجته سعادة للأسرة.
أيقن كل يوم ان السعادة والرضا عاملان أساسيان في إنشاء طفل سليم وواعي يقدر الأشياء في مقاديرها يعلم ما هي أهميتها مادام معيارها السعادة
قد يعتقد البعض أن حرصنا على سعادتنا وسعادة أبنائنا، هو تدليل زائد سيفسد الأبناء بعد فترة ولكن ما رأيته خلال هذة الرحلة، أن الأطفال السعداء أكثر اتزانا، وأكثر قدرة على اتخاذ القرار وأكثر استقلالية.
انا فخورة بك يا فيروز فخورة باحساسك وحبك وعطفك.