ماما أنا أثق بكِ، عندما كنت أمر بآلام المخاض كنت أربت على بطني وأقول لها فيروز أنا أثق بك. عندما مررنا بمرحلة الرضاعة الطويلة والمؤلمة كنت أحضنها برفق وكنت أحدثها وأقول لها: فيروز لا تؤلمي أمك أنا آثق بك.
وعندما بدأت فيروز تجلس مع والدتي لأقضي مشاويري كنت أحدثها يافيروز سأذهب لمشوار وسأعود قريبا وعندما تحتاجي لأن تحدثيني فقط أخبري جدتك، لا التف من ورائها ولا الهيها حتى أختفي. كنت أشعر بأنني أخونها وأنا لا أفعل هذا مع ابنتي وصديقتي ابدا.
منذ كانت بداخلي وأنا أثق بها ادعمها لا أكذب عليها ابدا.
عندما زرنا الصين لأول مرة وذهبنا إلى منطقة لعب الأطفال وجدت أحد الآباء يقترب من ابنته في هدوء،
وقال لها: انتهى وقت اللعب.
وجدت الفتاة الصغيرة في هدوء ارتدت حذائها وذهبت مع والدها في سلام.
لم تكن طريقة الأب هي ما فاجأني، لكن المفاجأة كانت في شكل الاستجابة .!
كان هذا الموقف رسالة لي، وبدأت أطمح لمثل هذا السلام والثقة بين الطفل وأبوية، بدأت أدرك أن استجابتها لهذا الموقف لم تكن وليدة اللحظة بل هي مجموعة عوامل قوية أدت إلى ذلك.
أولهم الثقة، الفتاة الصغيرة تثق بوالدها بأنه سيحضرها لتلعب مجددا، الفتاة تثق بأن أبويها يدركون جيدا احتياجاتها. تثق في داخلها أنهم سيحافظون على هذه الثقة بكل قوتهم.
بدأتُ رحلة الثقة هذه منذ أن كانت طفلتي تكبر بداخلي، كلما شعرت بأن جسدي يحتاج مكون ما، كنت البي هذا الإحتياج .
وبعد مولد فيروز لم أكن أتركها تبكي، كنت سريعا ألبي احتياجاتها، انتبهت باكراً أن إحساسها بتغير درجات الحرارة مختلف الباردة أو الحارة يختلف تماماً عن إحساسي، احتياجها لقطع معينة من الملابس مختلف عني، لا تشعر بالبرد كما أشعر أنا به فلا داعي لتدفئتها زيادة عن اللازم.
كبرت فيروز وهي تشعر بداخلها أن ماما تثق بها وهي تثق بماما.
وسأتحدث قريبا عن العوامل الأخرى التي جربتها بالفعل وأدت لطفولة هادئة سليمة مع فيروز.
الموضوع التالي
سافرت إنجريد باور (Ingrid Bauer) للهند وأفريقيا فلاحظت حاجة إن الأمهات ماشيين في الشارع شايلين أولادهم الرضع بدون حفاضات، واللي …
بدأت نهاري أحصي كل المهام التي يجب أن أنتهي منها اليوم، وكنت متعبة ومرهقة فبدأت بتكاسل اتخفف من عبء المهام …
مع انشغالنا في مهام الحياة المختلفة تقل الأوقات التي نقضيها مع أطفالنا، فيشاهدون رسومهم المتحركة وحدهم ويلعبون على الأجهزة المحمولة …