مع انشغالنا في مهام الحياة المختلفة تقل الأوقات التي نقضيها مع أطفالنا، فيشاهدون رسومهم المتحركة وحدهم ويلعبون على الأجهزة المحمولة وحدهم أيضاً. 

في يوم طلبت مني فيروز ماما نريد أن نشاهد فيلماً ولكن بشرط أن تشاهديه معنا، فرحت بطلبها وفكرت في تأجيل مهامي لوقتٍ لاحق، وتذكرت كم كانت سعادتي عندما نتشارك أنا وأمي مشاهدة فيلم. ونتشارك الآراء من بعده وكيف كنا نعيد اكتشاف شخصيتنا من خلال تعليقاتنا وتحليلتنا للفيلم، قررت ألا أحرم أولادي من التجربة. 

اكتشفت عندما شاركت أولادي مشاهدة الفيلم أنني تعرفت عليهم بشكل أفضل، بدأوا يفصحون عن تطلعاتهم عن رغباتهم وعند نقدهم لبعض التصرفات التي يشاهدونها، طمأنتني حينها انني اسير على الخطوات الصحيحة واني زرعت فيهم المبادئ السليمة. 

أتذكر وقتها رأت فيروز مشهد بدأت تشرحه لي ورأيت آن فهمها للأمر كان مختلفاً تماما عن الحقيقة، فأعدت تصويب الأمر لها وقالت لي إنها فعلا فهمته بشكل مختلف تماما، وقتها أيقنت ضرورة المشاركة والحوار. 

عندما نشارك أولادنا مشاهدة فيلم أو مقطع ما او لعبة نصحح لهم الأفكار التي قد يترجمها عقلهم الصغير بشكل مناف للحقيقة.
كم فكرة تذكرت الآن أنها تكونت في عقلنا بشكل خاطئ واكتشفنا صوابها فقط عندما شاركناها وأفصحنا عنها. 

عندما نشاركهم نصبح أكثر قدرة على التعرف على هواياتهم وما يفضلونه،  في أوقات كثيرة كنت اقدم لهم النشاطات والمقترحات التي اعتقدت بدوري انها يمكن ان تكون مسلية ومفيدة لهم، ولكن عند سماعي لهم استطعت ان اوجه تلك النشاطات لما يسعدهم حقا ويؤثر فيهم. أصبح من السهل  تعليمهم قيمة ما فقط لأنهم في لحظة ود ومشاركة وسعادة شاركوني مايهمهم حقا و ما يفضلونه وربما طريقة تعامل معينه يفضلونها. 

مثلا قالو لي هذه الأم تبالغ قليلا كما تفعلين فبدأت انتبه انه يمكنني الوصول لرأيهم وقناعاتهم دون أن أضطر لسؤالهم.  كل مكنونات قلوبهم خرجت في لحظة اعتبروني صديقه وشاركوني أفكارهم. تلك اللحظات ادعوها المفاتيح السرية لنجاح علاقتي بهم على المدى البعيد. 
يمكننا ايضاً أن ننظر لها أننا نكون لديهم ذكريات ممتعة نشاركهم فيها مشاهداتهم المفضلة والعابهم المفضلة ففي النهاية هذا ما سيتذكرونه.

ولي في أمي أسوة حسنة فكانت لي دائما صديقة احكي لها عن نجاحاتي وإخفاقاتي،  كانت نقاشاتنا هي دائما ما أثرى حياتي وفكري حتى لو لم تضف لي شيئا يكفي سماعها لي و تحليلاتي كان لها واقع كبير على نفسي. اتمني ان اقدم لاولادي حب حقيقي وصداقة حقيقية يجدون فيها الأمان ليحكوا ويعبرون و يفرغون ما بداخلهم دون خوف من أن احكم عليهم او ان يتغير حبي لهم فحبي لهم دون شرط ولا قيد ولا توقعات.